التسخُّط
من أخطر معاصي القلوب التي قد تُعيقك عن السير في طريقك إلى الله عزَّ
وجلَّ، فتتعثري وتنظري للحياة نظرة متشائمة تمنعك من إكمال المسير ..
يقول ابن القيم "فأكثر
الخلق، بل كلهم إلا مَن شاء الله يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ
السَّوْءِ، فإن غالبَ بنى آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق، ناقصُ الحظ وأنه
يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ، ولِسان حاله يقول: ظلمنى ربِّى، ومنعنى ما
أستحقُه، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره ولا يتجاسرُ على
التصريح به، ومَن فتَّش نفسَه، وتغلغل فى معرفة دفائِنها وطواياها، رأى ذلك
فيها كامِناً كُمونَ النار فى الزِّناد ..
فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما فى زِناده .. ولو
فتَّشت مَن فتشته، لرأيت عنده تعتُّباً على القدر وملامة له، واقتراحاً
عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغى أن يكون كذا وكذا، فمستقِلٌ ومستكثِر
..